عجيب
هو أمرُنا!. أقول له؛ أحب أن أتزين لك، أغير تسريحة شعري أو أختار لونًا جديدًا…. لونكَ المفضل. يقول لي؛ أريد أن أغيّر حميتي،
أمارس الرياضة، أفقد بعضَ الوزن….من
أجلكِ.
نتناقش ونفكر سويًا متى وأين وكيف سينفذ كل منا خطته… من أجل الآخر.
يضحكني حقًا كم نحرص أن يبدو
مظهرنا الخارجي فريدًا تمامًا، بينما عشقنا قد اكتمل مترفعًا بعيدًا عن كل ماهو
ظاهر.
هل قلت له أن أرواحنا تقابلت.. توافقت.. تعاهدت من قبل أن نلتقي؟ من قبل أن
يبصر جمالي ونقائصه، ومن قبل أن أبصر وسامته وعيوبها؟. هل يظن ذلك أيضًا؟. هو
قالها. قال لي أنتِ قطعة الأحْجية التي جاءت فكملتني بكل انحنائها واعوجاجها. لكم
أحببت هذا الوصف وهو يُقرنَه بحركات أصبعيه!. أتمنى لحظتها أن نتحوّل لتلك
الأحْجية ونتوحّد معًا. يعود يتكلم عن نقائصه الشكلية، أنظر إليه صامتةً متعجبةً…هل أراها فعًلا؟… لا أرها نقائص…أراها محاسن…وأراه جميلا. لا أدري بماذا أرد. كيف أخبره أنه
حين يتكلم …مع نظراته، واخْتلاجاته،
والتفاتاته -حتى مع تلك النقائص
المزعومة- تنزوي كل الدنيا في محْراب عينيه الكبيرتين. أصير أنا نموذجًا للمريد العاشق الذي لا يخطر
بذهنه، ولم يتسائل يوما..هل يبدو بوذا وسيمًا؟ أكان غاندي نحيلًا؟ أشَعْر جيفارا
أشعثًا؟ أأنْف مارتن لوثر أفطسًا؟.